تحظى السياحة في إسطنبول على اهتمام العديد من المسافرين لما تنفرد به من بيئات ثقافية متنوعة ومميزة على مر العصور.

تضم إسطنبول أو كما يطلقون عليها -مدينة التلال السبعة- العديد من المعالم التاريخية والترفيهية والمساجد والكنائس، فضلًا عن الأسواق العالمية والمحلية.

كما أضيفت عدة أماكن سياحية في اسطنبول إلى مواقع التراث العالمية نظرًا لتاريخها الحافل منذ الدولة الرومانية ومرورًا بالدولة العثمانية حتى العصر الحديث.

لذا دعني أصطحبك في جولة داخل أهم معالم اسطنبول التاريخية والأثرية المدهشة.

أشهر 3 مساجد في إسطنبول

تزخر مدينة إسطنبول بالعديد من المساجد التاريخية والحديثة ذات التصميم المعماري المتميز والمنقوشات الجذابة على الأسقف والجدران، ونذكر من هذه المساجد ما يلي:

جامع أيا صوفيا

يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر ككنيسة أرثوذوكسية يونانية، ثم تحول إلى مسجد عقب الفتح العثماني للبلاد ثم توالت علية الأحداث ليصبح متحفًا في ثلاثينات القرن الماضي.

على الرغم من عودة أيا صوفيا كمسجد رسميًا عام 2020 وإقامة أول صلاة جمعة به مرة أخرى إلا أنه يضم العديد من المقتنيات والتحف المسيحية.

يتميز الجامع بتصميمه المعماري الفريد الذي يشهد على تحولات التاريخ عليه، بالإضافة إلى لوحات الفسيفساء التي تزين الأسقف والجدران مع لون حوائطه الذي يميل إلى الحمرة قليلًا.

مسجد السلطان أحمد

يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر، ويعد واحدًا من أكبر مساجد إسطنبول واكثرها جذبًا للزوار.

يطلق عليه اسم -المسجد الأزرق- نظرًا للون بلاطه الأزرق المميز، ويتميز بتعدد قبابه ومآذنه الشامخة التي يبلغ عددها ست مآذن.

يتميز المسجد بتصميمه المعماري على الطراز العثماني، ويقع بالقرب من أيا صوفيا مما يزيد من إطلالته جمالًا إلى جماله.

عادة ما يكون المسجد مزدحم بالمصلين والزوار خاصة في أوقات الصلاة وصلوات الجمعة لذلك أنصحك بالذهاب مبكرًا قبل موعد الصلاة ببضع ساعات.

الجامع الجديد

يطلق عليه -جامع والدة السلطان- أو -يني جامع- أي الجامع الجديد باللغة التركية ويعد من أشهر مساجد إسطنبول التاريخية الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ينفرد المسجد بإطلالة مميزة على جسر غالاتا عند مدخل السوق المصري في منطقة الفاتح في إسطنبول.

يمتاز السجد بتصميمه المعماري المميز الذي يجمع بين العصر العثماني والحضارة التركية، هذا فضلًا عن تصميمه الداخلي البراق مع طلاء من الذهب الحر.

مضيق البوسفور

مضيق البوسفور ما هو إلا مضيق مائي يصل طوله إلى 30 كيلومتر ويصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة.

يقطع هذا المضيق ثلاث جسور هامة وهي: جسر البوسفور، وجسر السلطان سليم الأول، وجسر محمد الفاتح.

يطل المضيق على عدد من المعالم السياحية الهامة في إسطنبول مثل: قلعة أناضول، وقلعة روملي، وقصر توب كابي.

قصر توب كابي

يرجع تاريخ القصر إلى أربعة قرون مضت أي في أثناء فترة الحكم العثماني لتركيا، إذ كان مقرًا لإقامة سلاطين وأمراء الدولة العثمانية.

أدرجت منظمة اليونيسكو القصر ضمن مجموعة التراث العالمي، إذ يعد من أشهر معالم إسطنبول الأثرية والتاريخية التي ينجذب إليها الزوار من كل أنحاء العالم.

يتميز القصر بتصميمه المعماري الفريد، بالإضافة إلى عدد من التحف والمقتنيات والمجوهرات الثمينة التي ترجع إلى ملوك الدولة العثمانية.

ينقسم القصر إلى ثمانية أجنحة فخمة وعدد من الأقواس المزينة بالذهب، ولا سيما المنقوشات الرائعة على جدرانه.

تبلغ سعر تذكرة الدخول للفرد نحو 99 ليرة تركية.

برج غالاتا

يرجع تاريخ بناء هذا البرج إلى العصور القديمة إذ يشاع أنه تعرض لزلزال قوي بعد ذلك أثر عليه حتى أعيد ترميمه في بدابات القرن الرابع عشر.

استخدم السلطان سليم الأول هذا البرج كسجن، ثم تحول بعد ذلك إلى برج للمراقبة، إذ كان يعد أطول مبنى في إسطنبول في ذلك الوقت.

يتكون البرج من تسعة طوابق ومصعدين، هذا بالإضافة إلى مطعم ومقهى راقيين بإطلالة ساحرة على مضيق البوسفور.

تبلغ سعر تذكرة الدخول للفرد نحو 25 ليرة تركية.

قلعة روملي

يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السادس عشر، إذ بنيت خصيصًا في ذلك التوقيت كحصن لحماية البلاد من هجمات العدو.

تتكون القلعة من ثلاثة أبراج رئيسية مرتفعة، بالإضافة  إلى ثلاثة عشر برج مراقبة فرعية آخرين، هذا فضلًا عن أسوارها القوية والسميكة.

تتميز القلعة بإطلالتها الساحرة على مضيق البوسفور مما يمكنك من التقاط أروع الصور التذكارية للمنطقة بأكملها.

يبلغ سعر تذكرة الدخول نحو 15 ليرة تركية للفرد الواحد.

متحف الفن الإسلامي والتركي

ينفرد  المتحف بموقعه المتميز بالقرب من المسجد الأزرق ومسجد أيا صوغيا، تحديدًا داخل قصر إبراهيم باشا وزير السلطان العثماني سليمان القانوني.

يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر ويضم عدد من التحف والمقتنيات النفيسة، بالإضافة إلى عدة مخطوطات عربية تعود للقرن التاسع عشر.

لعل أبرز ما يحويه هذا المتحف هي غرفة لبعض آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منها أثر قدمه الشريفة على حجر وبعضٍ من لحيته بالإضافة إلى نسخ قديمة من القرآن الكريم.

تقدر سعر تذكرة الدخول بنحو 35 لبرة تركية للفرد الواحد.

قلعة يوروس

يرجع تاريخ بناء القلعة إلى فترة الحكم الروماني للبلاد، إذ بنيت خصيصًا كحصن لحماية المدينة من هجمات الأعداء.

تتميز بموقعها الفريد بين مضيق البوسفور والبحر الأسود، وتعد من أهم المناطق الأثرية في إسطنبول ذات الطراز البيزنطي القديم.

تضم القلعة أبراج مراقبة شاقهة الارتفاع إذ يبلغ ارتفاع إحداها نحو 130 مترًا، بالإضافة إلى مسجد قديم، وتحاط بأسوار سميكة.

بالرغم من انهيار معظم آثار القلعة بفعل العوامل الطبيعية والتاريخية إلا أنها مازالت مزارًا سياحيً هامًا للمدينة.

تقع القلعة على مساحة خمسمائة مترًا وتتميز بإطلالتها الساحرة على ساحل بيكور.

قصر دولمة بهجة

يعد واحدًا من أشهر معالم السياحة في إسطنبول الذي يرجع تاريخ بنائه إلى فترة الحكم العثماني لتركيا وخاصة في عهد السلطان عبد المجيد الأول.

يمتاز القصؤ بتصميمه المعماري الجذاب الذي يجمع بين العمارة العثمانية والأوروبية وخاصة التصميم الروكوكو الألماني بالإضافة إلى الحضارة الباروكية القديمة.

يضم القصر عدد من التحف والمقتنيات الثمينة، إذ يحوي جناحًا كاملًا يزخر بالعديد من التحف والمصنوعات الكريستالية.

تقدر سعر تذكرة الدخول بنحو 30 ليرة تركية للفرد الواحد.

كنيسة تشورا

تعد واحدة من أقدم كنائس إسطنبول التاريخية التي يرجح أنها بنيت في أوئل القرن الرابع عشر الميلادي.

تجمع الكنيسة بين روعة التصميم البيزنطي واليوناني القديم، وتنفرد بجمال زخارفها الجدارية خاصة لوحات الفسيفساء المميزة.

تحولت الكنيسة إلى مسجد في بدايات القرن السادس عشر ثم تحولت إلى متحف في أربعينيات القرن الماضي، مما أضفي عليها مزيدًا من الثراء بجمعها بين الثقافة الإسلامية والمسيحية.

برج العذراء

يتميز البرج بإطلالته الساحرة على شاطئ أوسكودا على بعد مائتي متر فقط منه في الجانب الأناضولي من إسطنبول.

تحاك العديد من الحكايات والأساطير القديمة حول هذا البرج مما جعله محط اهتمام الكثير من زائري إسطنبول ومحبي المغامرة والتشويق.

استخدم البرج قديمًا في جمع الضرائب ثم استعان به المختصون كمكان للحجر الصحي خلال جائحة الكوليرا في القرن التاسع عشر.

يضم البرج مطعمًا فاخرًا يقدم أشهى المأكولات التركية والعالمية بإطلالة ساحرة على المدينة.

وختامًا

بعدما استعرضنا بعضًا من معالم السياحة في اسطنبول، أذكرك -عزيزي القاري- بألا تنسى زيارة تلك المدينة الساحرة ضمن جولاتك السياحية في تركيا.

إذ تتميز اسطنبول دون غيرها من الوجهات السياحية بالتنوع الفريد في أماكنها السياحية ما يجعلها وجهة مثالية للجميع.